الفيديوهات الدعوية

مكانة الأخوّة في حياة الإنسان (باللغة التايلاندي)
مكانة الأخوّة في حياة الإنسان (باللغة التايلاندي)

يولي الإسلام أهمية عظيمة لقيمة الأخوّة، لأنها تُعدّ أساسًا راسخًا لتحقيق الوحدة والتماسك داخل المجتمع المسلم.

فالأخوّة في الإسلام ليست مجرد علاقة اجتماعية، بل هي قيمة متميزة تُشكّل أحد الفوارق البارزة بين الإسلام وغيره من الحضارات السابقة. إنها القيمة التي تبني مجتمعًا متماسكًا قادرًا على مواجهة الشدائد بالمحبة والتآزر.

وقد وصف القرآن الكريم الأخوّة بأنها نعمة من الله عز وجل، بها تآلفت القلوب وزال البغض. يقول الله تعالى:

﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾

(سورة آل عمران: 103)

وهذه الآية تذكّر المؤمنين بأن ما يجمعهم من أخوّة ليس مجرد روابط بشرية، بل هو فضل من الله زرع المحبة والوحدة في قلوبهم.

لذلك، فإن المحبة بين المؤمنين تمثل جوهر الأخوّة، وهي ما يعزز روابطهم ويقوّي بنيانهم الاجتماعي والروحي.

اتجاه واحد، إنسان واحد، إله واحد (باللغة التايلاندي)
اتجاه واحد، إنسان واحد، إله واحد (باللغة التايلاندي)

أكثر من مليار وخمسمئة مليون مسلم حول العالم يتوجهون في كل صلاة نحو اتجاه واحد — مكة المكرمة. يُعرف هذا الاتجاه بـ"القبلة".

وفي قلب مكة تقع الكعبة — بناء صغير على شكل مكعب، موجود في ساحة المسجد الحرام، أقدس مسجد في الإسلام.

المسلمون لا يسجدون للكعبة أو لما بداخلها، بل يسجدون لله الواحد الأحد — الرحمن الرحيم، الحكيم العليم. 

الكعبة ليست إلا مركزًا روحيًا اختاره الله، لتكون رمزًا للوحدة. الاتجاه الواحد في الصلاة لا يربط المسلمين بربهم فقط، بل يربطهم ببعضهم — أمة واحدة، حركة واحدة، هدف واحد.

في البداية، كانت قبلة المسلمين نحو مدينة القدس. لكن بعد حوالي ستة عشر شهرًا من هجرة النبي محمد ﷺ إلى المدينة، نزل الوحي عليه أثناء الصلاة: "فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ"

ومنذ ذلك الحين، أصبحت مكة مركز العبادة الروحية الدائمة في الإسلام.

وقد أوضح القرآن أن تحويل القبلة كان اختبارًا إلهيًا — ليميز من يتبع الرسول حقًا، ومن يرتد على عقبيه. لكن الله طمأن المؤمنين أن صلاتهم السابقة لن تذهب هدرًا.  

وهكذا، أصبحت الكعبة مركز الارتكاز الروحي للعالم الإسلامي.

الحج – رحلة العودة إلى بيت الله (باللغة التايلاندي)
الحج – رحلة العودة إلى بيت الله (باللغة التايلاندي)

كل عام، يهيئ ملايين المسلمين قلوبهم لهدف واحد: العودة إلى بيت الله. ذلك هو الحج — رحلة الإيمان، والحب، والتسليم. إنها عودة إلى الديار الحقيقية.

الكعبة، التي تقع في قلب مكة المكرمة، ليست بناءً عادياً، بل هي أول بيت وُضع للناس لعبادة الله، بناه آدم عليه السلام، ثم جُدّد على يد إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام. كان إيمانهم صادقًا، حتى إن إبراهيم استعد للتضحية بابنه الذي يحبّه طاعةً لله. فلما رأى الله صدقه، فداه بذبح عظيم. واليوم، يحيي المسلمون هذه الذكرى العظيمة بالأضحية، رمزًا للمحبة والثقة في حكمة الله.

الحج أيضًا تكريم لإيمان أم عظيمة — هاجر عليها السلام. تُركت في صحراء قاحلة مع رضيعها إسماعيل، فأخذت تسعى بحثًا عن الماء بين الصفا والمروة سبع مرات، يائسة ولكن مؤمنة. فاستجاب الله دعاءها، وفجّر لها ماء زمزم، الذي لا يزال يتدفق إلى يومنا هذا. ويُحيي الحجاج هذه الذكرى بالسعي بين الصفا والمروة، استحضارًا لشجاعتها وثقتها بالله.

وفي عرفات، يقف الحجاج سواسية، لا فرق بين غني وفقير، ولا بين ملك وعامل. الجميع يرتدون ثياب الإحرام البيضاء البسيطة، يدعون الله ويبكون ويرجون رحمته. في هذا المكان، نزلت آخر آية من القرآن، وهنا تتوجه القلوب كلها إلى الله وحده.

كل خطوة حول الكعبة، كل دمعة، كل همسة في الدعاء، يردد الحجاج: "لبيك اللهم لبيك" — جئناك يا الله، جئناك.

الحج ليس مجرد طقوس، بل هو إعلان أن الله هو مركز حياتنا. الحج هو العودة إليه — إلى من خلقنا، وهدانا، وينتظرنا لنرجع إليه.

الكعبة – البيت الحرام (باللغة الفلبينية)
الكعبة – البيت الحرام (باللغة الفلبينية)

الكعبة هي البيت المقدس لله، وتقع في قلب المسجد الحرام في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية. هذا البناء الأسود المكعب الشكل معروف في جميع أنحاء العالم، خصوصًا في موسم الحج، حيث يطوف ملايين المسلمين حوله تعبيرًا عن إخلاصهم وعبادتهم.

تُعتبر الكعبة أقدس مكان على وجه الأرض بالنسبة للمسلمين. وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم بأنها

"مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا"

(المائدة: 97)

وهي أيضًا القبلة التي يتوجه إليها المسلمون في صلاتهم من أي مكان في العالم.

واسم "الكعبة" مأخوذ من شكلها، إذ أن "كَعْب" في اللغة العربية تعني "المكعب". وتُعرف الكعبة كذلك باسم البيت العتيق، أي "البيت المُعتَق أو المُحرر"، لأنه محفوظٌ من الله تعالى عبر التاريخ من الطغاة والمعتدين.

تتكون الكعبة من الغرانيت المحلي، ويبلغ ارتفاعها حوالي 15 مترًا. تُغطى الكعبة بـكسوة سوداء من الحرير تُعرف باسم الكِسوة، مطرّزة بآيات من القرآن الكريم بخيوط من الذهب. أما داخل الكعبة، فالجدران مُبطّنة بالرخام والقماش الأخضر، وتُعطَّر من الداخل بروائح طيبة.

في الزاوية الشرقية من الكعبة، يوجد الحجر الأسود، وهو أثرٌ مقدس يُعتقد أنه نزل من الجنة. وقد قال النبي محمد ﷺ إن الحجر كان أبيض ناصعًا، لكنه اسودّ بسبب خطايا بني آدم.

وبحسب الرواية الإسلامية، فإن بناء الكعبة بدأ إما على يد الملائكة أو النبي آدم عليه السلام. لكن بإجماع العلماء، فإن الله تعالى أمر النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام بإعادة بنائها. كما ورد في القرآن الكريم: 

"وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"

(البقرة: 127).

تطوير midade.com

جمعية طريق الحرير للتواصل الحضاري